قد فاز آدم إذ كنتم وسيلته ... وكان من ذنبه مستشعراً فرقا
يقول الله عز وجل النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ في التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ ٧: ١٥٧ الآية وقوله تعالى وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي من بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ٦١: ٦ وقال تعالى الَّذِينَ [١] آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ ٢: ١٤٦ وقال تعالى قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْراةِ فَاتْلُوها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ٣: ٩٣ وهذا مما لا يخالج عاقلاً فيه شك ولا تعترضه شبهة في أنه غير جائز للخصم المخالف أن يستشهد على خصمه بما في كتابه وينتصر بالتسمية عليه من غير أصلٍ ثابتٍ عنده أو مرجوع واضح لديه وهل الاستشهاد على هذا إلا بمنزلة الاستشهاد على المحسوس الذي لا يكاد يقع الاختلاف فيه فكفى بما تلونا من الآيات دلالة على صدق ما ادّعينا وإن لم نأت بلفظها من التوراة بالعبرانية ولا من الإنجيل بالسريانية ولو كان النبي مبطلاً في دعواه لما امتنع القوم من معارضته بالتكذيب في وجهه وقطع مادته وقد خرّج العلماء علاماته ودلائله من التوراة والإنجيل وسائر كتب الله المنزّلة،،،