طالب رجل ذو عيال فانطلق بنا نخفف من عياله فاخذ النبيّ عم علياً وأخذ العباس جعفراً وبقي عنده عقيلاً وطالباً فلما بعث الله محمداً آمن به واتبعه وروى الواقدي أن علياً أتى النبي وهو يصلي عند خديجة فقال ما هذا يا محمد فقال دين الله الذي اصطفاه لنفسه أدعوك إليه فقال علي إن هذا دين ما سمعت به ولست بقاطع أمراً حتى أذاكر أبا طالب فكره النبي صلى الله عليه وسلم أن يفشى أمره فقال إن لم تسلم فاكتم فمكث علي تلك الليلة وألقى الله في قلبه الإسلام فغدا على رسول الله فأسلم ثم إن أمه فاطمة بنت أسد أنكرت شأنه واختلافه إلى رسول الله فقالت لأبي طالب إني أرى ابنك قد صبأ وكان النبي وخديجة وزيد يخرجون إلى شعاب مكة فيصلون مستخفين [١] من الناس فتبعهم أبو طالب حتى عثر عليهم وهم يصلون فقال ما هذا يا ابن أخي فقال دين الله الذي ارتضاه لنفسه وبعث به رسله أدعوك إليه فقال إني أكره أن أفارق دين آبائي ولكن امض لما أردت فلا يخلص إليك أحد بما تكره فقال لعلي الزمه فإنه لم يدعك إلا إلى خير وقد قيل أن عليّا أسلم وهو ابن ستّ سنين