للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(٢٢) فمعنى ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢)[الفاتحة: ٢]، أي سبق الحمد مني لنفسي قبل أن يحمدني أحد من العالمين، وحمدي نفسي لنفسي في الأزل لم يكن بعلة وحمدي الخلق مشوب بالعلل قال علماؤنا: فيستقبح من المخلوق الذي لم يعط الكمال أن يحمد نفسه ليستجلب لها المنافع ويدفع عنها المضار. وقيل: لما علم سبحانه عجز عباده عن حمده حمد نفسه في الأزل فاستفراغ طوق عباده هو محل العجز عن حمده ألا ترى سيد المرسلين كيف أظهر العجز بقوله: «لا أحصي ثناء عليك».

وأنشدوا:

إذا نحن أثنينا عليك بصالح … فأنت كما نثني وفوق الذي نثني

وقيل: حمد نفسه في الأزل لما علم من كثرة نعمه على عباده وعجزهم عن القيام بواجب حمده فحمد نفسه عنهم لتكون النعمة أهنأ لديهم حيث أسقط عنهم به ثقل المنة. وقيل إن مدحه ﷿ لنفسه وثناءه عليها لِيُعَلِّمَ ذلك عباده فالمعنى على هذا قولوا: الحمد لله قال الطبري: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ ثناء أثنى به على نفسه وفي ضمنه أمر عباده أن يثنوا عليه فكأنه قال: قولوا الحمد لله. [١/ ١٧٩ - ١٨١] بتصرف

(٢٣) قال بعض العلماء: إن هذا الاسم (الرب) هو اسم الله الأعظم لكثرة دعوة الداعين به وتأمل ذلك في القرآن كما في آخر آل عمران وسورة إبراهيم وغيرها.

<<  <   >  >>