وقال أحمد بن أبي الحواري: مررت براهب فوجدته نحيفًا فقلت له: أنت عليل. قال نعم. قلت مذ كم؟ قال: مذ عرفت نفسي! قلت فتداوى؟ قال: قد أعياني الدواء وقد عزمت على الكي. قلت وما الكي؟ قال: مخالفة الهوى. قال وهب: إذا شككت في أمرين ولم تدر خيرهما فانظر أبعدهما من هواك فأته. [١٦/ ١٤٦]
قال ابن العربي: إن الله تعالى لم يُبق من الأسباب الدالة على الغيب التي أذن في التعلق بها والاستدلال منها إلا الرؤيا، فإنه أذن فيها، وأخبر أنها جزء من النبوة وكذلك الفأل، وأما الطيرة والزجر فإنه نهى عنهما. والفأل: هو الاستدلال بما يسمع من الكلام على ما يريد من الأمر إذا كان حسنًا، فإذا سمع مكروهًا فهو تطير، أمره الشرع بأن يفرح بالفأل ويمضي على أمره مسرورًا. وإذا سمع المكروه أعرض عنه ولم يرجع لأجله. [١٦/ ١٥٦]
قيل لبعضهم: هل في القرآن: من جهل شيئًا عاداه؟ فقال نعم، قال الله تعالى: ﴿وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ (١١)﴾ ومثله: ﴿بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ﴾. [١٦/ ١٦٢]