(١٠٣٠) فإن قيل: فلم قال: ﴿أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا﴾ [العنكبوت: ١٤] ولم يقل: تسعمائة وخمسين عامًا؟ ففيه جوابان: أحدهما: أن المقصود به تكثير العدد، فكان ذكره الألف أكثر في اللفظ وأكثر في العدد.
الثاني: ما روي أنه أعطي من العمر ألف سنة فوهب من عمره خمسين سنة لبعض ولده، فلما حضرته الوفاة رجع في استكمال الألف، فذكر الله تعالى ذلك تنبيهًا على أن النقيصة كانت من جهته. [١٣/ ٢٩٦]
فلم يبعث الله نبيًا بعد إبراهيم إلا من صلبه، ووحد الكتاب لأنه أراد المصدر، كالنبوة والمراد: التوراة والإنجيل والفرقان، فهو عبارة عن الجمع، فالتوراة أنزلت على موسى من ولد إبراهيم، والإنجيل على عيسى من ولده، والفرقان على محمد من ولده ﷺ وعليهم أجمعين. [١٣/ ٣٠١]
(١٠٣٢) من قوله تعالى عن إبراهيم ﵇: ﴿وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا﴾ [العنكبوت: ٢٧].
أمر سعيد بن جبير إنسانًا أن يسأل عكرمة عن هذه الآية، فقال عكرمة أهل الملل كلها تدعيه وتقول: هو منا. فقال سعيد بن جبير: صدق، وقيل معناها: أن أكثر الأنبياء من ولده. [١٣/ ٣٠٢]