ثم قال القرطبي بعد أن ساق الأقوال في المراد بالكوثر:
قلت: أصح هذه الأقوال الأول والثاني؛ لأنه ثابت عن النبي ﷺ نص في الكوثر، وسمع أنس قومًا يتذاكرون الحوض فقال: ما كنت أرى أن أعيش حتى أرى أمثالكم يتمارون في الحوض، لقد تركت عجائز خلفي، ما تصلي امرأة منهن إلا سألت الله أن يسقيها من حوض النبي ﷺ. [٢٠/ ٢٠٠]
﴿شَانِئَكَ﴾، أي: مبغضك، وهو العاص بن وائل، وكانت العرب تسمي من كان له بنون وبنات ثم مات البنون وبقي البنات: أبتر، فيقال: إن العاص وقف مع النبي ﷺ يكلمه، فقال له جمع من صناديد قريش: مع من كنت واقفًا؟ فقال: مع ذلك الأبتر، وكان قد توفي قبل ذلك عبدالله ابن رسول الله ﷺ، وكان من خديجة؛ فأنزل الله جل شأنه، ﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (٣)﴾، أي: المقطوع ذكره من خير الدنيا والآخرة. [٢٠/ ٢٠٤]