هو اعتداله واستواء شبابه. كذا قال عامة المفسرين. وهو أحسن ما يكون؛ لأنه خلق كل شيء منكبًا على وجهه، وخلقه هو مستويًا، وله لسان ذلق، ويد وأصابع يقبض بها.
وقال أبو بكر بن طاهر:«مزينًا بالعقل، مؤديًا للأمر، مهديًا بالتمييز، مديد القامة يتناول مأكوله بيده».
وقال ابن العربي:«ليس لله تعالى خلق أحسن من الإنسان، فإن الله خلقه حيًا عالمًا، قادرًا مريدًا متكلمًا، سميعًا بصيرًا، مدبرًا، حكيمًا. وهذه صفات الرب سبحانه». [٢٠/ ١٠٥](بتصرف).
(١٣٥٥) من قوله تعالى: ﴿الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (٤)﴾ [العلق: ٤].
﴿الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (٤)﴾ يعني: الخط والكتابة؛ أي: علم الإنسان الخط بالقلم.
وروى سعيد عن قتادة قال:«القلم نعمة من الله عظيمة، لولا ذلك لم يقم دين ولم يصلح عيش، فدل على كمال كرمه سبحانه بأنه علّم عباده ما لم يعلموا، ونقلهم من ظلمة الجهل إلى نور العلم، ونبه على فضل علم الكتابة لما فيه من المنافع العظيمة التي لا يحيط بها إلا هو».
وما دُونت العلوم، ولا قُيدت الحكم، ولا ضبطت أخبار الأولين ومقالاتهم، ولا كتب الله المنزلة إلا بالكتابة، ولولا هي ما استقامت أمور الدين والدنيا، وسمي قلمًا؛ لأنه يُقْلَم أي: يقطع، ومنه: تقليم الظفر.