وقال الماوردي:«وفي الإبل وجهان: أحدهما: وهو أظهرهما وأشهرهما: أنها الإبل من النعم. الإبل أجمع للمنافع من سائر الحيوان؛ لأن ضروبه أربعة: حلوبة، وركوبة، وأكولة، وحمولة. والإبل تجمع هذه الخلال الأربع فكانت النعمة بها أعم، وظهور القدرة فيها أتم».
وقال الحسن:«إنما خصها الله بالذكر؛ لأنها تأكل النوى والقت، وتخرج اللبن».
وسئل الحسن أيضًا عنها، وقالوا: الفيل أعظم في الأعجوبة: فقال: «العرب بعيدة العهد بالفيل، ثم هو خنزير لا يؤكل لحمه، ولا يركب ظهره، ولا يحلب دره».
وكان شريح يقول: «اخرجوا بنا إلى الكُناسة (سوق بالكوفة ترد إليها الإبل بأحمال البضائع) حتى ننظر إلى الإبل كيف خلقت». [٢٠/ ٣٣ - ٤٠]
معنى ﴿لِذِي حِجْرٍ (٥)﴾، أي: لذي لب وعقل، وقال الشاعر:
وكيف يُرَجّى أن تتوبَ وإنما … يُرجَّى من الفتيان من كان ذا حِجر
كذا قال عامة المفسرين .. وأصل الحِجر: المنع، يقال لمن ملك نفسه ومنعها إنه لذو حجر، ومنه سمي الحَجَر لامتناعه بصلابته، ومنه حَجَر الحاكم على فلان، أي: منعه وضبطه عن التصرف، ولذلك سميت الحجرة حجرة؛ لامتناع ما فيها بها. [٢٠/ ٤١]