وخص الأفئدة؛ لأن الألم إذا صار إلى الفؤاد مات صاحبه، أي: إنه في حال من يموت وهم لا يموتون، كما قال الله تعالى: ﴿ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى (١٣)﴾ [الأعلى: ١٣]؛ فهم إذًا أحياء في معنى الأموات. [٢٠/ ١٧٢]
قال علماؤنا: كانت قصة الفيل فيما بعد من معجزات النبي ﷺ وإن كانت قبله وقبل التحدي؛ لأنها كانت توكيدًا لأمره وتمهيدًا لشأنه.
ولما تلا عليهم رسول الله ﷺ هذه السورة كان بمكة عدد كثير ممن شهد تلك الوقعة؛ ولهذا قال ﴿أَلَمْ تَرَ﴾ ولم يكن بمكة أحد إلا وقد رأى قائد الفيل وسائقه أعميين يتكففان الناس.
وقال أبو صالح:«رأيت في بيت أم هانئ بنت أبي طالب نحوًا من قفيزين من تلك الحجارة سودًا مخططة بحمرة». [٢٠/ ١٨١]
(١٣٨١) قال ابن العربي: «قال ابن وهب عن مالك: ولد رسول الله ﷺ عام الفيل، وقال قيس بن مخرمة: ولدت أنا ورسول الله ﷺ عام الفيل، وقد روى الناس عن مالك أنه قال: من مروءة الرجل ألا يُخبر بسنه لأنه إن كان صغيرًا استحقروه، وإن كان كبيرًا استهرموه، وهذا قول ضعيف؛ لأن مالكًا لا يخبر بسن رسول الله ويكتم سنه، وهو من أعظم العلماء قدوة به. فلا بأس أن يخبر الرجل بسنه كان كبيرًا أو صغيرًا.