﴿أَرْذَلِ الْعُمُرِ﴾ أي: أخسه وأدونه وهو الهرم والخرف حتى لا يعقل ولهذا قال: ﴿لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا﴾ [الحج: ٥]، كما قال في سورة يس: ﴿وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ﴾ [يس: ٦٨]، وكان النبي ﷺ يدعو فيقول:«اللهم إني أعوذ بك من البخل وأعوذ بك من الجبن وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر وأعوذ بك من فتنة الدنيا وعذاب القبر» أخرجه النسائي عن سعد وقال: «وكان يعلمهن بنيه كما يعلم المُكْتِبُ -المعلم- الغلمان». والحديث صحيح أخرجه البخاري وغيره. [١٢/ ١٥]
(٨٩٤) من قوله تعالى: ﴿وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً﴾ [الحج: ٥].
ذكر دلالة أقوى على البعث فقال في الأول ﴿فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ﴾ [الحج: ٥] فخاطب جميعًا وقال في الثاني: ﴿وَتَرَى الْأَرْضَ﴾؛ فخاطب واحدًا فانفصل اللفظ عن اللفظ ولكن المعنى متصل من حيث الاحتجاج على منكري البعث. [١٢/ ١٦]