للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

والاستهزاء بمن عظمه الله. ولقد بلغ بالسلف إفراط توقيهم وتصونهم من ذلك أن قال عمرو بن شرحبيل: لو رأيت رجلاً يرضع عنزًا فضحكت منه لخشيت أن أصنع مثل الذي صنع. وعن عبد الله بن مسعود: البلاء موكل بالقول، لو سخرت من كلب لخشيت أن أحول كلبًا. [١٦/ ٢٧٧]

(١١٦٢) من قوله تعالى: ﴿وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ﴾ [الحجرات: ١١].

قال بكر بن عبد الله المزني: إذا أردت أن تنظر العيوب جمة فتأمل عيابًا فإنه إنما يعيب الناس بفضل ما فيه من العيب.

قال الشاعر:

المرء إن كان عاقلاً ورعًا … أشغله عن عيوبه ورعه

كما السقيم المريض يشغله … عن وجع الناس كلهم وجعه

وقال آخر:

لا تكشفن مساوي الناس ما ستروا ستروا … فيهتك الله سترًا عن مساويكا

واذكر محاسن ما فيهم إذا ذُكروا … ولا تعب أحدًا منهم بما فيكا

[١٦/ ٢٧٩]

(١١٦٣) من قوله تعالى: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ﴾ [ق: ٣٧].

قال يحيى بن معاذ: القلب قلبان، قلب محتش بأشغال الدنيا حتى إذا حضر أمر من الأمور الآخرة لم يدر ما يصنع، وقلب قد احتشى بأهوال الآخرة حتى إذا حضر أمر من أمور الدنيا لم يدر ما يصنع لذهاب قلبه في الآخرة. [١٧/ ٢٤]

<<  <   >  >>