للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(١٢١٢) من قوله تعالى: ﴿وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ … ﴾ [المنافقون: ٤].

أي: هيئاتهم ومناظرهم، ﴿وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ﴾ يعني: عبدالله بن أبي، قال ابن عباس: «كان عبدالله بن أبي وسيمًا جسيمًا صحيحًا صبيحًا ذَلِق اللسان؛ فإذا قال سمع النبي مقالته، وصفه الله بتمام الصورة وحسن الإبانة … ».

وقوله: ﴿كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ﴾، قال: كانوا رجالًا أجمل شيء كأنهم خشب مسندة، شبههم بخشب مسندة إلى الحائط لا يسمعون ولا يعقلون، أشباح بلا أرواح، وأجسام بلا أحلام، وقيل: شبههم بالخشب التي قد تآكلت فهي مسندة بغيرها لا يعلم ما في بطنها … ﴿مُسَنَّدَةٌ﴾ للتكثير، أي: استندوا إلى الإيمان بحقن دمائهم. [١٨/ ١١٢]

(١٢١٣) من قوله تعالى: ﴿هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ﴾ [المنافقون: ٤].

في قوله تعالى: ﴿فَاحْذَرْهُمْ﴾، وجهان: أحدهما: فاحذر أن تثق بقولهم أو تميل إلى كلامهم. الثاني: فاحذر ممايلتهم لأعدائك وتخذيلهم لأصحابك.

﴿قَاتَلَهُمُ اللَّهُ﴾، أي: لعنهم الله. قاله ابن عباس وأبو مالك وهي كلمة ذم وتوبيخ، وقد تقول العرب: قاتله الله ما أشعره! فيضعونه موضع التعجب، وقيل: معنى ﴿قَاتَلَهُمُ اللَّهُ﴾ أي: أحلهم محل من قاتله عدو قاهر؛ لأن الله تعالى قاهر لكل معاند. حكاه ابن عابس. [١٨/ ١١٣]

<<  <   >  >>