في «صحيح مسلم» عن جابر بن عبدالله أن النبي ﷺ كان يخطب قائمًا يوم الجمعة، فجاءت عير من الشام، فانفتل الناس إليها حتى لم يبق إلا اثنا عشر رجلًا -في رواية أنا فيهم- فأنزلت هذه الآية التي في الجمعة: ﴿وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا﴾. [١٨/ ٩٧]
(١٢١٠) من قوله تعالى: ﴿وَتَرَكُوكَ قَائِمًا﴾ [الجمعة: ١١].
شرط في قيام الخطيب على المنبر إذا خطب، قال علقمة: سئل عبدالله أكان النبي ﷺ يخطب قائمًا أو قاعدًا؟ فقال: أما تقرأ: ﴿وَتَرَكُوكَ قَائِمًا﴾.
وخرج مسلم عن جابر أن رسول الله ﷺ كان يخطب قائمًا ثم يجلس ثم يقوم؛ فيخطب فمن نبأك أنه يخطب جالسًا فقد كذب؛ فقد والله صليت معه أكثر من ألفي صلاة» وعلى هذا جمهور العلماء. [١٨/ ١٠١]
فيه وجهان: أحدهما: ما عند الله من ثواب صلاتكم خير من لذة لهوكم وفائدة تجارتكم. الثاني: ما عند الله من رزقكم الذي قسمه لكم خير مما أصبتموه من لهوكم وتجارتكم.
﴿وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (١١)﴾ أي: خير من رَزق وأعطى؛ فمنه فاطلبوا واستعينوا بطاعته على نيل ما عنده من خيري الدنيا والآخرة. [١٨/ ١٠٨]