﴿فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا﴾، أي: لم يدفع نوح ولوط مع كرامتهما على الله تعالى عن زوجتيهما -لما عصتا- شيئًا من عذاب الله تنبيهًا بذلك على أن العذاب يدفع بالطاعة لا بالوسيلة. [١٨/ ١٧٧]
واسمهما آسية بنت مزاحم، قال يحيى بن سلام:«قوله: ﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا﴾: مثل ضرب الله يحذر به عائشة وحفصة في المخالفة حين تظاهرتا على رسول الله ﷺ، ثم ضرب لهما مثلًا بامرأة فرعون ومريم ابنة عمران ترغيبًا في التمسك بالطاعة والثبات على الدين، وقيل: هذا حث للمؤمنين على الصبر في الشدة أي: لا تكونوا في الصبر عند الشدة أضعف من امرأة فرعون حيث صبرت على أذى فرعون وكانت آسية آمنت بموسى». [١٨/ ١٧٨]
(١٢٣٠) من قوله تعالى: ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ﴾ [الملك: ٢].
قيل: المعنى: خلقكم للموت والحياة يعني: للموت في الدنيا والحياة في الآخرة، وقدم الموت على الحياة؛ لأن الموت إلى القهر أقرب، كما قدم البنات على البنين، فقال: ﴿يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا﴾ [الشورى: ٤٩].
وقيل: قدمه لأنه أقدم؛ لأن الأشياء كانت في حكم الموت كالنطفة والتراب، ونحوه. [١٨/ ١٨١]