قال قوم: إن من عادة العرب إذا ذكروا اسمًا معرفًا ثم كرروه فهو هو، وإذا نكَّروه ثم كرروه فهو غيره. وهما اثنان ليكون أقوى للأمل، وأبعث على الصبر. قاله ثعلب.
وقال ابن عباس:«يقول الله تعالى خلقت عسرًا واحدًا، وخلفت يُسرين ولن يغلب عُسر يسيرين». [٢٠/ ٩٩].
(١٣٥٣) من قوله تعالى: ﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (١)﴾ [التين: ١].
إنما أقسم الله بالتين؛ ليبين وجه المنة العظمى فيه فإنه جميل المنظر، طيب المخبر، نشر الرائحة، سهل الجني، على قدر المضغة. وقد أحسن القائل فيه:
انظر إلى التين في الغصون ضحى … ممزق الجلد مائل العنق
كأنه رب نعمة سلبت … فعاد بعد الجديد في الخَلَقِ
أصغر ما في النهود أكبره … لكن ينادى عليه في الطرق
وقال آخر:
التين يعدل عندي كل فاكهة … إذا انثنى مائلاً في غصنه الزاهي
مخمش الوجه قد سالت حلاوته … كأنه راكع من خشية الله
قال ابن العربي:«ولامتنان البارئ سبحانه، وتعظيم المنة في التين، وأنه مقتات مدخر؛ فلذلك قلنا بوجوب الزكاة فيه». [٢٠/ ١٠٣ - ١٠٤].