(١٣١٥) من قوله تعالى: ﴿وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ (٤)﴾ [التكوير: ٤].
أي النوق الحوامل التي في بطونها أولادها؛ الواحدة عُشراء أو التي عليها في الحمل عشرة أشهر ثم لا يزال ذلك اسمها حتى تضع وبعدما تضع أيضًا، ومن عادة العرب أن يسموا الشيء باسمه المتقدم وإن كان قد جاوز ذلك، يقول الرجل لفرسه وقد قَرِح: هاتوا مُهري، وقربوا مُهري يسميه بمتقدم اسمه.
قال عنترة:
لا تذكري مُهري وما أطعمته … فيكونَ جِلدُكِ مثلُ جلد الأجرب
وإنما خص العشار بالذكر؛ لأنها أعز ما تكون على العرب، وليس يُعطلها أهلها إلا حال القيامة. وهذا على وجه المثل؛ لأن في القيامة لا تكون ناقة عشراء، ولكن أراد به المثل. أن هول القيامة بحال لو كان للرجل ناقة عشراء لعطلها واشتغل بنفسه.
وقيل: إنهم إذا قاموا من قبورهم وشاهد بعضهم بعضًا ورأوا الوحوش والدواب محشورة وفيها عشارهم التي كانت أنفس أموالهم لم يعبئوا بها ولم يهمهم أمرها. وخوطبت العرب بالعشار؛ لأن مالها وعيشها أكثره من الإبل. [١٩/ ١٩٨].