للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وروي عن الحسن ومجاهد قالا: ﴿فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (٢٤)﴾ أي: إلى مُدخله ومُخرجه.

وروى ابن أبي خيثمة عن الضحاك بن سفيان الكلابي قال: قال لي النبي : «يا ضحاك ما طعامك؟»، قلت: يا رسول الله اللحم واللبن، قال: «ثم يصير إلى ماذا؟»، قلت: إلى ما قد علمته. قال: «فإن الله ضرب ما يخرج من ابن آدم مثلًا للدنيا وإن قزحه وملحه فانظر إلى ما يصير». وقال الوليد: سألت ابن عمر عن الرجل يدخل الخلاء فينظر ما يخرج منه، قال: يأتيه الملك، فيقول: انظر ما بخلت به إلى ما صار. [١٩/ ١٩١]

(١٣١٤) من قوله تعالى: ﴿يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (٣٤)[عبس: ٣٤].

أي: يهرب أي: تجيء الصاخة في هذا اليوم الذي يهرب فيه من أخيه أي: من موالاة أخيه ومكالمته؛ لأنه لا يتفرغ لذلك لاشتغاله بنفسه، كما قال بعده: ﴿لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (٣٧)[عبس: ٣٧]. أي: يشغله عن غيره.

وقيل: إنما يفر حذرًا من مطالبتهم إياه لما بينهم من التبعات.

وقيل: لئلا يَروا ما هو فيه من الشدة.

وقيل: لعلمه أنهم لا ينفعون ولا يغنون عنه شيئًا، كما قال: ﴿يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا﴾ [الدخان: ٤١]، وقال عبدالله بن طاهر الأبهري: «يفر منهم لِما تبين له من عجزهم وقلة حيلتهم إلى من يملك كشف تلك الكروب والهموم عنه، ولو ظهر له ذلك في الدنيا لما اعتمد شيئًا سوى ربه تعالى». [١٩/ ١٩٥]

<<  <   >  >>