قال القاضي أبو بكر العربي: «فيها دليل على قبول إقرار المرء على نفسه؛ لأنها بشهادة منه عليها قال الله ﷾: ﴿يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (٢٤)﴾ [النور: ٢٤]. ولا خلاف فيه؛ لأنه إخبار على وجه تنتفي التهمة عنه؛ لأن العاقل لا يكذب على نفسه». [١٩/ ٩١]
﴿هَلْ﴾ بمعنى: قد. قاله الكسائي والفراء وأبو عبيدة، وقد حكي عن سيبويه:«﴿هَلْ﴾ بمعنى: قد».
قال الفراء:«﴿هَلْ﴾: تكون جحدًا وتكون خبرًا؛ فهذا من الخبر؛ لأنك تقول: هل أعطيتك؟ تقرر بأنك أعطيته، والجحد أن تقول: هل يقدر أحد على مثل هذا؟ وقيل: هي بمنزلة الاستفهام والمعنى: أتى». [١٩/ ١٠٧]
جمع بين الشاكر والكفور، ولم يجمع بين الشكور والكفور مع اجتماعهما في معنى المبالغة نفيًا للمبالغة في الشكر وإثباتًا لها في الكفر؛ لأن شكر الله تعالى لا يؤدى فانتفت عنه المبالغة، ولم تنتف عن الكفر المبالغة، فَقلَّ شكره لكثرة النعم عليه، وكثرة كفره، وإن قل مع الإحسان إليه. حكاه الماوردي. [١٩/ ١١١]