(١٢٩١) من قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ﴾ [الإنسان: ٩].
أي: يقولون بألسنتهم للمسكين واليتيم والأسير: ﴿إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ﴾ في الله جل ثناؤه فزعًا من عذابه وطمعًا في ثوابه، ﴿لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً﴾ أي: لا مكافأة ﴿وَلَا شُكُورًا (٩)﴾ أي: ولا أن تثنوا علينا بذلك، قال ابن عباس:«كذلك كانت نياتهم في الدنيا حين أطعموا». وعن سالم، عن مجاهد، قال:«أما إنهم ما تكلموا به، ولكنه عَلِمَه الله جل ثناؤه منهم؛ فأثنى به عليهم؛ ليرغب في ذلك راغب». وقاله سعيد بن جبير، حكاه عن النقاش. [١٩/ ١١٦]
كانت العرب تستلذ من الشراب ما يمزج بالزنجبيل لطيب رائحته؛ لأنه يحذو اللسان، ويهضم المأكول، فرغبوا في نعيم الآخرة بما اعتقدوه نهاية النعمة والطيب. [١٩/ ١٦٢]
أي: ظننتهم من حسنهم وكثرتهم وصفاء ألوانهم لؤلؤًا مفرقًا في عرصة المجلس، واللؤلؤ إذا نثر على بساط كان أحسن منه منظومًا. وقيل: إنما شبههم بالمنثور؛ لأنهم سراع في الخدمة بخلاف الحور العين؛ إذ شبهوا باللؤلؤ المكنون المخزون؛ لأنهن لا يُمتهن بالخدمة. [١٩/ ١٢٨]
(١٢٩٤) من قوله تعالى: ﴿وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ﴾ [الإنسان: ٢١].
عطف على ﴿وَيَطُوفُ﴾ ﴿أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ﴾ وفي سورة فاطر: ﴿يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ