للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(١٢١٤) من قوله تعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (٥)[المنافقون: ٥].

وسبب نزول هذه الآيات: أن النبي غزا بني المصطلق على ماء يقال له «المريسيع» من ناحية «قُديد» إلى الساحل فازدحم أجير لعمر يقال له: «جهجاه» مع حليف لعبدالله بن أبي يقال له: «سنان» على ماء بالمشلِّلْ، فصرخ «جهجاه» بالمهاجرين، وصرخ «سنان» بالأنصار، فلطم «جهجاه» «سنانًا»، فقال عبدالله بن أبي: أَوقد فعلوها! والله ما مَثلنا ومَثلهم إلا كما قال الأول: سمن كلبك يأكلك، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز -يعني أُبيًّا- الأذل -يعني محمدًا ، ثم قال لقومه: كفوا طعامكم عن هذا الرجل ولا تنفقوا على مَنْ عنده حتى ينفضوا ويتركوه.

فقال زيد بن أرقم -وهو من رهط عبدالله- أنت والله الذليل المنتقص في قومك، ومحمد في عز من الرحمن ومودة من المسلمين، والله لا أحبك بعد كلامك هذا أبدًا، فقال عبدالله: اسكت إنما كنت ألعب، فأخبر زيد النبي بقوله، فأقسم بالله ما فعل ولا قال فعذره النبي . قال زيد: فوجدت في نفسي، ولا مني الناس؛ فنزلت سورة المنافقين في تصديق زيد وتكذيب عبدالله، فقيل لعبدالله قد نزلت فيك آيات شديدة فاذهب إلى رسول لله ليستغفر لك فألوى برأسه؛ فنزلت الآيات». خرجه البخاري ومسلم والترمذي بمعناه. [١٨/ ١١٤]

<<  <   >  >>