للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(٣٠١) قال ابن عبدالبر: من أحسن ما روي من أجوبة الفقهاء في معاني السؤال وكراهيته ومذهب أهل الورع فيه ما حكاه الأثرم عن أحمد بن حنبل وقد سئل عن المسألة متى تحل قال: إذا لم يكن عنده ما يغديه ويعشيه. قيل لأبي عبدالله: فإن اضطر إلى المسألة؟ قال: هي مباحة له إذا اضطر قيل له: فإن تعفف؛ قال ذلك خير له ثم قال: ما أظن أحدًا يموت من الجوع الله يأتيه برزقه ثم ذكر حديث أبي سعيد الخدري: «من استعف أعفه الله .... ».

فإن جاءه شيء من غير سؤال فله أن يقبله ولا يرده إذ هو رزق رزقه الله .... خرج مسلم في صحيحه والنسائي في سننه عن ابن عمر قال سمعت عمر يقول كان النبي يعطيني العطاء فأقول أعطه أفقر إليه مني حتى إذا أعطاني مرة مالًا فقلت أعطه أفقر إليه مني فقال رسول الله : «خذه وما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه وما لا فلا تتبعه نفسك» زاد النسائي بعد قوله: «خذه- فتموله أو تصدق به»

قال الأثرم سمعت أبا عبدالله أحمد بن حنبل يُسأل عن قول النبي : «ما أتاك من غير مسألة ولا إشراف» أي الإشراف أراد؟ فقال أن تستشرفه وتقول: لعله يُبعثُ إليَّ بقلبك قيل له وإن لم يتعرض؟ قال نعم إنما هو بالقلب قيل له: هذا شديد قال: وإن كان شديدًا فهو هكذا. قيل له: فإن كان الرجل لم يُعودني في أن يرسل إلي شيئًا إلا أنه قد عرض بقلبي فقلت: عسى أن يبعث إلي قال: هذا إشراف فأما إذا جاءك من غير أن تحتسبه ولا خطر

<<  <   >  >>