قال بعضهم: إن أشهدت فحزم وإن أئتمنت ففي حل وسعة. ابن عطية: وهذا هو القول الصحيح. [٣/ ٣٦٤]
(٣١١) قوله تعالى: ﴿بِالْعَدْلِ﴾ أي: بالحق والمعدلة أي لا يكتب لصاحب الحق أكثر مما قاله ولا أقل … قال مالك -رحمه الله تعالى-: لا يكتب الوثائق بين الناس إلا عارف بها عدل في نفسه مأمون لقوله تعالى: ﴿وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ﴾ [البقرة: ٢٨٢]. [٣/ ٣٦٥]
وهو المديون المطلوب يقر على نفسه بلسانه ليعلم ما عليه. والإملاء والإملال لغتان أملّ وأملَى فأملّ لغة أهل الحجاز وبني أسد وتميم تقول: أمليت وجاء القرآن باللغتين قال ﷿: ﴿فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (٥)﴾ [الفرقان: ٥]، والأصل أمللت أبدل من اللام ياء لأنه أخف فأمر الله تعالى الذي عليه الحق بالإملاء، لأن الشهادة إنما تكون بسبب إقراره وأمره تعالى بالتقوى فيما يُملّ ونهى عن أن يبخس شيئًا من الحق والبخس النقص. [٣/ ٣٦٦]
(٣١٣) قوله تعالى: ﴿شَهِيدَيْنِ﴾ رتب الله سبحانه الشهادة بحكمته في الحقوق المالية والبدنية والحدود وجعل في كل فن شهيدين إلا في الزنا … وشهيد بناء مبالغة وفي ذلك دلالة على من قد شهد وتكرر ذلك منه فكأنه إشارة إلى العدالة والله أعلم. [٣/ ٣٧٠]