للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

والعلامات عند علمائنا على ما خفي من المعاني والأحكام. [٣/ ٣٧٦].

(٣١٧) قوله تعالى: ﴿وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ﴾ [البقرة: ٢٨٢].

﴿تَسْأَمُوا﴾ معناه: تملوا ﴿صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا﴾ حالان من الضمير في ﴿تَكْتُبُوهُ﴾، وقدم الصغير اهتمامًا به وهذا النهي عن السآمة إنما جاء لتردد المداينة عندهم فخيف عليهم أن يملوا الكَتْب ويقول أحدهم: هذا قليل لا أحتاج إلى كتبه فأكد تعالى التحضيض في القليل والكثير قال علماؤنا: إلا ما كان من قيراط ونحوه لنزارته وعدم تشوف النفس إليه إقرارًا وإنكارًا. قوله تعالى: ﴿ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ﴾ معناه أعدل يعني أن يكتب القليل والكثير ويشهد عليه ﴿وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ﴾ أي أصح وأحفظ (وأدنى) معناه أقرب و ﴿تَرْتَابُوا﴾ تشكوا. [٣/ ٣٨١] بتصرف.

(٣١٨) قوله تعالى: ﴿تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ﴾ يقتضي التقابض والبينونة بالمقبوض ولما كانت الرباع والأرض وكثير من الحيوان لا يقبل البينونة ولا يغاب عليه حسن الكتب فيها ولحقت في ذلك مبايعة الدين فكان الكتاب توثقًا لما عسى أن يطرأ من اختلاف الأحوال وتغير القلوب فأما إذا تفاضلا في المعاملة وتقابضا وبان كل واحد منهما بما ابتاعه من صاحبه فيقل في العادة خوف التنازع إلا بأسباب غامضة. [٣/ ٣٨٢]

(٣١٩) قوله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ﴾ وعد من الله تعالى بأن من اتقاه علمه أي يجعل في قلبه نورًا يفهم به ما يلقى إليه وقد يجعل الله

<<  <   >  >>