(٤٥٦) من قوله تعالى: ﴿وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا (٢٨)﴾ [النساء: ٢٨]
روي عن ابن عباس أنه قرأ (وخَلَقَ الإنسان ضعيفًا) أي وخلق الله الإنسان ضعيفًا أي لا يصبر عن النساء. قال ابن المسيب: لقد أتى عليّ ثمانون سنة وذهبت إحدى عيني وأنا أعشو بالأخرى وصاحبي أعمى أصم - يعني ذكره - وإني أخاف من فتنة النساء ونحوه عن عبادة بن الصامت ﵁ قال عبادة: ألا تروني لا أقوم إلا رفدًا ولا آكل إلا ما لُوِّق لي. قال يحيى يعني: لُيِّن وسُخِّن- وقد مات صاحبي منذ زمان قال يحيى -يعني ذكره- وما يسرني أني خلوت بامرأة لا تحل لي وأن لي ما تطلع عليه الشمس مخافة أن يأتيني الشيطان فيحركه علي إنه لا سمع له ولا بصر. [٥/ ١٤٣]
(٤٥٧) وقد روى الدارقطني وغيره عن عمرو بن شعيب قال سمعت شعيبًا يقول سمعت عبد الله بن عمرو يقول سمعت النبي ﷺ يقول: «أيما رجل ابتاع من رجل بيعة فإن كل واحد منهما بالخيار حتى يتفرقا من مكانهما إلا أن تكون صفقة خيار فلا يحل لأحدهما أن يفارق صاحبه مخافة أن يقيله» … وفي قول عمرو بن شعيب: «سمعت أبي يقول» دليل على صحة حديثه فإن الدارقطني قال: حدثنا أبو بكر النيسابوري حدثنا محمد بن علي الوراق قال: قلت لأحمد بن حنبل: شعيب سمع من أبيه شيئًا؟ قال يقول حدثني أبي قال: فقلت: فأبوه سمع من عبد الله بن عمرو؟ قل: نعم أراه قد سمع منه. قال الدارقطني سمعت أبا بكر النيسابوري يقول: هو