وكذلك ما لا يصح نداؤه يجري هذا المجرى فهذا أبلغ من قولك تعجبت ومنه قول الشاعر:
فيا عجبًا من رحلها المتحمل
وقيل: هو تنبيه للناس على عظيم ما يحمل بهم من الحسرة أي يا أيها الناس تنبهوا على عظيم ما بي من الحسرة فوقع النداء على غير المنادى حقيقة كقولك: لا أرينك هاهنا فيقع النهي على غير المنهي في الحقيقة. [٦/ ٣٧٨].
ألا إنما الدنيا كأحلام نائم … وما خير عيش لا يكون بدائم
تأمل إذا ما نلت بالأمس لذة … فأفنيتها هل أنت إلا كحالم
وقال آخر:
فاعمل على مهل فإنك ميت … واكدح لنفسك أيها الإنسان
فكأنَّ ما قد كان لم يك إذ مضى … وكأن ما هو كائن قد كانا
وقيل: المعنى: متاع الحياة الدنيا لعب ولهو أي الذي يشتهونه في الدنيا لا عاقبة له فهو بمنزلة اللعب واللهو، ونظر سليمان بن عبدالملك في المرآة فقال: أنا الملك الشاب فقالت له جارية له:
أنت نعم المتاع لو كنت تبقى … غير أن لا بقاء للإنسان
ليس فيما بدا لنا منك عيب … كان في الناس غير أنك فاني