للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وكذلك ما لا يصح نداؤه يجري هذا المجرى فهذا أبلغ من قولك تعجبت ومنه قول الشاعر:

فيا عجبًا من رحلها المتحمل

وقيل: هو تنبيه للناس على عظيم ما يحمل بهم من الحسرة أي يا أيها الناس تنبهوا على عظيم ما بي من الحسرة فوقع النداء على غير المنادى حقيقة كقولك: لا أرينك هاهنا فيقع النهي على غير المنهي في الحقيقة. [٦/ ٣٧٨].

(٥٥١) من قوله تعالى: ﴿وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ﴾ [الأنعام: ٣٢].

أي: لقصر مدتها كما قال أحدهم:

ألا إنما الدنيا كأحلام نائم … وما خير عيش لا يكون بدائم

تأمل إذا ما نلت بالأمس لذة … فأفنيتها هل أنت إلا كحالم

وقال آخر:

فاعمل على مهل فإنك ميت … واكدح لنفسك أيها الإنسان

فكأنَّ ما قد كان لم يك إذ مضى … وكأن ما هو كائن قد كانا

وقيل: المعنى: متاع الحياة الدنيا لعب ولهو أي الذي يشتهونه في الدنيا لا عاقبة له فهو بمنزلة اللعب واللهو، ونظر سليمان بن عبدالملك في المرآة فقال: أنا الملك الشاب فقالت له جارية له:

أنت نعم المتاع لو كنت تبقى … غير أن لا بقاء للإنسان

ليس فيما بدا لنا منك عيب … كان في الناس غير أنك فاني

[٦/ ٣٧٩]

<<  <   >  >>