أي ما كان الله ليوقع الضلالة في قلوبهم بعد الهدى حتى يبين لهم ما يتقون فلا يتقوه فعند ذلك يستحقون الإضلال. قلت ففي هذا أدل دليل على أن المعاصي إذا ارتكبت وانتهك حجابها كانت سببًا إلى الضلالة والردى وسلمًا إلى ترك الرشاد والهدى نسأل الله السداد والتوفيق والرشاد بمنه. [٨/ ٢٥٢]
قيل: توبته عليهم أن تدارك قلوبهم حتى لم تزغ وكذلك سنة الحق مع أوليائه إذا أشرفوا على العطب ووطنوا أنفسهم على الهلاك أمطر عليهم سحائب الجود فأحيا قلوبهم وينشد:
منك أرجو ولست أعرف ربا … يُرتجى منه بعض ما منك أرجو
وإذا اشتدت الشدائد في الأرض … على الخلق فاستغاثوا وعجوا
وابتليت العباد بالخوف والجوع … وصروا على الذنوب ولجوا
لم يكن لي سواك ربي ملاذ … فتيقنت أنني بك أنجو
[٨/ ٢٥٦]
(٦٦٥) من قوله تعالى: ﴿وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا﴾ [التوبة: ١١٨].
قيل: عن التوبة وقيل: عن غزوة تبوك. وقيل: أُرجوا وأُخروا عن