قال العلماء: التوسم: تفعل من الوسم وهي العلامة التي يستدل بها على مطلوب غيرها يقال توسمت فيه الخير إذا رأيت ميسم ذلك فيه ومنه قول عبد الله بن رواحه للنبي ﷺ:
إني توسمت فيك الخير أعرفه … والله يعلم أني ثابت البصر
وقال آخر:
توسمته لما رأيت مهابة … عليه وقلت المرء من آل هاشم
وقال ثعلب: الواسم الناظر إليك من فَرْقك إلى قدمك، وأصل التوسم التثبت والتفكر مأخوذ من الوسم وهو التأثير بحديدة في جلد البعير وغيره وذلك يكون بجودة القريحة وحدة الخاطر وصفاء الفكر زاد غيره: وتفريغ القلب من حشو الدنيا وتطهيره من أدناس المعاصي وكدورة الأخلاق وفضول الدنيا. روى نهشل عن ابن عباس:«للمتوسمين» قال لأهل الصلاح والخير وزعمت الصوفية أنها كرامة وقيل بل هي استدلال بالعلامات ومن العلامات ما يبدو ظاهرًا لكل أحد وبأول نظرة ومنها ما يخفى فلا يبدو لكل أحد ولا يدرك ببادئ النظر … ومثله قول ابن عباس: ما سألني أحد عن شيء إلا عرفت أفقيهٌ هو أو غير فقيه. وروى عن الشافعي ومحمد بن الحسن أنهما كانا بفناء الكعبة ورجل على باب المسجد فقال أحدهما: أراه نجارًا وقال الآخر: بل حدادًا، فتبادر من حضر إلى الرجل فسأله فقال كنت نجارًا وأنا اليوم حداد … قال أبو بكر بن العربي: إذا ثبت أن التوسم