للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

تعجيز العقل عن إدراك معرفة مخلوق مجاور له دلالة على أنه عن إدراك خالقه أعجز. [١٠/ ٢٨٣]

(٨٠٣) من قوله تعالى: ﴿قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا (٩٣)[الإسراء: ٩٣].

قرأ أهل مكة والشام ﴿قَالَ سُبْحَانَ رَبِّي﴾ يعني النبي أي قال ذلك تنزيهًا لله ﷿ عن أن يعجز عن شيء وعن أن يعترض عليه في فعل، وقيل: هذا كله تعجب عن فرط كفرهم واقتراحاتهم. والباقون ﴿قُلْ﴾ على الأمر أي قل لهم يا محمد ﴿هَلْ كُنْتُ﴾ أي ما أنا ﴿إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا (٩٣)﴾ أتبع ما يوحى إليّ من ربي ويفعل الله ما يشاء من هذه الأشياء التي ليست في قدرة البشر فهل سمعتم أحدًا من البشر أتى بهذه الآيات. [١٠/ ٢٨٩]

(٨٠٤) من قوله تعالى: ﴿وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ﴾ [الإسراء: ١٠٩].

هذه مبالغة في صفتهم ومدح لهم. وَحَقٌّ بكل من توسم بالعلم وحصّل منه شيئًا أن يجري إلى هذه المرتبة فيخشع عند استماع القرآن ويتواضع ويذل وفي مسند الدارمي أبي محمد عن التيمي، قال: من أوتي من العلم ما لم يُبكّه لخليق ألا يكون أوتي علمًا لأن الله تعالى نعت العلماء ثم تلا هذه الآية ﴿قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (١٠٧) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا (١٠٨) وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا (١٠٩)[الإسراء: ١٠٧ - ١٠٩]. [١٠/ ٢٩٦]

<<  <   >  >>