ظاهر في كتابه، ففيه نفس الوعظ والاهتمام بالرقائق فما تمر مناسبة إلا ويأتي بكلام يلامس القلوب وله في هذا الباب مؤلفات، توفي ﵀ سنة إحدى وسبعين وستمائة قبل ولادة شيخ الإسلام ابن تيمية بعشر سنوات، له من المصنفات: هذا التفسير العظيم الجامع لأحكام القرآن والمبين لما تضمنه من السنة وآي الفرقان، وله: التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة، وله أيضًا: التذكار في أفضل الأذكار، والأسنى في شرح أسماء الله الحسنى وصفاته العُلى، وله كتب أخرى منها المطبوع وبعضها غير مطبوع.
٥ - وهذا الكتاب أعني تفسير القرطبي على جلالة قدره وعظيم فائدته ينقصه تحقيق مسائل الاعتقاد ولاسيما مسائل الصفات فهو على طريقة الأشعرية وأيضًا فيه ضعف من الناحية الحديثية فهو يشتمل على أكثر من عشرة آلاف حديث لكنه لا يميز بين الصحيح والسقيم وقد يكون الحديث في البخاري ويخرجه من ابن ماجه، وقد يكون في مسلم ويخرجه من نوادر الأصول للحكيم الترمذي، وفيه شيء من الإسرائيليات ولكنها قليلة بالنسبة لغيره من التفاسير.
٦ - والكتاب مليء بالعلم وخفيف في القراءة للتنوع الذي فيه ولهذا كله عنيت بطبعه دار الكتب المصرية وريثة مطبعة بولاق وعنايتها في اللغة والأدب والتواريخ ويندر أن تطبع كتابًا شرعيًا، لكن لكثرة مباحثه اللغوية وكثرة الأشعار كأنك تقرأ في ديوان من دواوين العرب، وينقل عن أئمة اللغة نُقُولٌ، طالب العلم بأمس الحاجة إليها.