دليل على أن الإمام يجب عليه أن يقبل عذر رعيته ويدرأ العقوبة عنهم في ظاهر أحوالهم بباطن أعذارهم لأن سليمان لم يعاقب الهدهد حين اعتذر إليه وإنما صار صدق الهدهد عذرًا لأنه أخبر بما يقتضي الجهاد وكان سليمان ﵇ حبب إليه الجهاد وفي الصحيح:«ليس أحد أحب إليه العذر من الله من أجل ذلك أنزل الكتاب وأرسل الرسل». [١٣/ ١٧٠]
كان رسم المتقدمين إذا كتبوا أن يبدؤوا بأنفسهم من فلان إلى فلان وبذلك جاءت الآثار وروى الربيع بن أنس قال: ما كان أحد أعظم حرمة من النبي ﷺ وكان أصحابه إذا كتبوا بدؤوا بأنفسهم … قال أبو الليث في كتاب البستان له: ولو بدأ بالمكتوب إليه لجاز لأن الأمة قد اجتمعت عليه وفعلوه لمصلحة رأوا في ذلك، أو نسخ ما كان من قبل فالأحسن في زماننا هذا أن يبدأ بالمكتوب إليه ثم بنفسه لأن البداية بنفسه تعد منه استخفافًا بالمكتوب إليه وتكبرًا عليه إلا أن يكتب إلى عبد من عبيده أو غلام من غلمانه.
وإذا ورد على إنسان كتاب بالتحية أو نحوها ينبغي أن يرد الجواب لأن