(١١٢٧) من قوله تعالى: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [فصلت: ٣٤].
قال ابن عباس: أي ادفع بحلمك جهل من يجهل عليك. وعنه أيضًا: هو الرجل يسب الرجل فيقول الآخر: إن كنت صادقًا فغفر الله لي، وإن كنت كاذبًا فغفر الله لك. وقال مجاهد: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ يعني السلام إذا لقي من يعاديه. [١٥/ ٣١٥]
روي أن رجلاً شتم قنبرًا مولى علي بن أبي طالب فناداه علي: يا قنبر! دع شاتمك، واله عنه ترضي الرحمن وتسخط الشيطان، وتعاقب شاتمك، فما عوقب الأحمق بمثل السكوت عنه. وأنشدوا:
وللكف عن شتم اللئيم تكرمًا … أضر له من شتمه حين يشتم
وقال آخر:
وما من شيء أحب إلى سفيه … إذا سَبَّ الكريم من الجواب
متاركة السفيه بلا جواب … أشد على السفيه من السباب
وقال محمود الوراق:
سألزم نفسي الصفح عن كل مذنب مذنب … وإن كثرت منه لدي الجرائم
فما الناس إلا واحد من ثلاثة … شريف ومشروف ومثل مقاوم
فأما الذي فوقي فإن قال صُنت عن … إجابته عرضي وإن لام لائم