ترك الشيء خرابًا بغير ساكن، وبنو النضير لم يتركوها خرابًا، وإنما خربوها بالهدم يؤيده قوله تعالى: ﴿بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ﴾، وقال آخرون: التخريب والإخراب بمعنى واحد والتشديد بمعنى: التكثير … وقال قتادة والضحاك: كان المؤمنون يخرّبون من خارج ليدخلوا واليهود يخرّبون من داخل ليبنُوا به ما خرب من حصنهم». [١٨/ ٦]
(١١٨٥) من قوله تعالى: ﴿فَاعْتَبِرُوا يَاأُولِي الْأَبْصَارِ (٢)﴾ [الحشر: ٢].
أي: اتعظوا يا أصحاب العقول والألباب، وقيل: يا من عاين ذلك ببصره فهو جمع للبصر. ومن جملة الاعتبار هنا أنهم اعتصموا بالحصون من الله فأنزلهم الله منها، ومن وجوهه أنه سلط عليهم من كان ينصرهم، ومن وجوهه أيضًا: أنهم هدموا أموالهم بأيديهم ومن لم يعتبر بغيره اعتبر في نفسه وفي الأمثال الصحيحة السعيد من وُعظ بغيره. [١٨/ ٨]
أي: لولا أنه قضى أنه سيجليهم عن دارهم، وأنهم يبقون مدة فيؤمن بعضهم ويولد لهم من يؤمن ﴿لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا﴾ أي: بالقتل والسبي، كما فعل ببني قريظة.
والجلاء مفارقة الوطن، يقال: جلا بنفسه جلاء وأجلاه غيره إجلاء، والفرق بين الجلاء والإخراج، وإن كان معناهما في الإبعاد واحدًا من