وقال يحيى بن سلام:«بلغني أن كل شيء في القرآن ﴿وَمَا أَدْرَاكَ﴾ فقد أدراه إياه وعلمه، وكل شيء قال: ﴿وَمَا يُدْرِيكَ﴾ فهو مما لم يعلمه».
وقال سفيان بن عيينة:«كل شيء قال فيه: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ﴾ فإنه أخبر به، وكل شيء قال فيه: ﴿وَمَا يُدْرِيكَ﴾ فإنه لم يخبره به». [١٨/ ٢٢٤]
(١٢٤٣) من قوله تعالى: ﴿وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ (٩)﴾ [الحاقة: ٩] أي أهل قرى قوم لوط.
قال قتادة: «إنما سميت قرى قوم لوط (مؤتفكات) لأنها ائتفكت بهم، أي انقلبت». وذكر الطبري عن محمد بن كعب القرظي قال:«خمس قريات: صبعة وصعرة وعمرة ودوما وسدوم وهي القرية العظمى». [١٨/ ٢٢٨].
والمقصود من قصص هذه الأمم وذكر ما حلَّ بهم من العذاب زجر هذه الأمة عن الاقتداء بهم في معصية الرسول ثم مَنَّ عليهم بأن جعلهم ذرية من نجا من الغرق، بقوله: ﴿حَمَلْنَاكُمْ﴾، أي: حملنا آباءكم وأنتم في أصلابهم، ﴿فِي الْجَارِيَةِ (١١)﴾ أي: في السفن الجارية، والمحمول في الجارية نوح وأولاده، وكل من على وجه الأرض من نسل أولئك. [١٨/ ٢٢٩]