غطوا بها وجوههم لئلا يروه، وقال ابن عباس:«جعلوا ثيابهم على رؤوسهم لئلا يسمعوا كلامه». فاستغشاء الثياب إذًا زيادة في سد الآذان حتى لا يسمعوا أو لتنكيرهم أنفسهم حتى يسكت أو ليعرّفوه إعراضهم عنه». وقيل: هو كناية عن العداوة، يقال: لبس لي فلان ثياب العداوة. [١٨/ ٢٥٩]
في هذه الآية والتي في هود دليل على أن الاستغفار يُستنزل به الرزق والأمطار، قال الشعبي: «خرج عمر يستسقي فلم يزد على الاستغفار حتى رجع فَأُمطروا، فقالوا: ما رأيناك استسقيت؟ فقال: لقد طلبت المطر بمجاديح السماء التي يستنزل بها المطر ثم قرأ: ﴿اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (١٠) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (١١)﴾». وقال الأوزاعي: «خرج الناس يستسقون فقام فيهم بلال بن سعد فحمد الله، وأثنى عليه ثم قال: اللهم إنا سمعناك تقول: ﴿مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ﴾، وقد أقررنا بالإساءة فهل تكون مغفرتك إلا لمثلنا، اللهم اغفر لنا وارحمنا واسقنا، فرفع يديه ورفعوا أيديهم فسُقُوا. وقال ابن صبيح: «شكا رجل إلى الحسن الجدوبة فقال له: استغفر الله، وشكا آخر إليه الفقر، فقال له: استغفر الله، وقال له آخر: ادع الله يرزقني ولدًا، فقال له: استغفر الله، وشكا إليه آخر جفاف بستان فقال له: استغفر الله، فقلنا له في ذلك، فقال: ما قلت من عندي شيئًا، إن الله تعالى يقول في سورة