للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بمعنى: (ما)، لا بمعنى الشرط؛ لأن الذكرى نافعة بكل حال، وقيل: ﴿إِنْ﴾ بمعنى (إذ) أي إذ نفعت، كقوله تعالى: ﴿وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [آل عمران: ١٣٩]. أي إذ كنتم، فلم يخبرهم بعلوهم إلا بعد إيمانهم.

وقيل: ﴿إِنْ﴾ بمعنى: (قد). [٢٠/ ٢١]

(١٣٢٨) من قوله تعالى: ﴿بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (١٦)[الأعلى: ١٦].

عن ابن مسعود أنه قرأ هذه الآية، فقال: «أتدرون لم آثرنا الحياة الدنيا على الآخرة؟ لأن الدنيا حضرت وعجلت لنا طيباتها، وطعامها وشرابها ولذاتها وبهجتها، والآخرة غيبت عنا فأخذنا العاجل وتركنا الآجل».

وروى ثابت عن أنس قال: «كنا مع أبي موسى في مسير والناس يتكلمون ويذكرون الدنيا، قال أبو موسى: يا أنس، إن هؤلاء يكاد أحدهم يفري الأديم بلسانه فريًا، فتعال فلنذكر ربنا ساعة، ثم قال: يا أنس ما ثبر الناس! ما بطأ بهم؟ قلت: الدنيا والشيطان والشهوات. قال: لا، ولكن عُجلت الدنيا وغيبت الآخرة، أما والله لو عاينوها ما عدلوا ولا ميلوا». [٢٠/ .... ].

(١٣٢٩) من قوله تعالى: ﴿وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (١٧)[الأعلى: ١٧].

قال مالك بن دينار: «لو كانت الدنيا من ذهب يفنى، والآخرة من خزف يبقى لكان الواجب أن يؤثر خزف يبقى على ذهب يفنى». قال: فكيف والآخرة من ذهب يبقى، والدنيا من خزف يفنى. [٢٠/ ٢٤]

<<  <   >  >>