ونزول الآيات جامعًا بين معانيهما ومبينًا ما أشكل منهما بأقاويل السلف ومن تبعهم من الخلف وعملته تذكرة لنفسي وذخيرة ليوم رَمْسِي وعملًا صالحًا بعد موتي … وسميته بـ «الجامع لأحكام القرآن والمبين لما تضمنه من السنة وآي الفرقان». جعله الله خالصًا لوجهه وأن ينفعني به ووالديّ ومن أراد بمنه إنه سميع الدعاء قريب مجيب آمين. [١/ ٢٩ - ٣٠] بتصرف
(٥) وينبغي له -حامل القرآن- أن يتعلم أحكام القرآن فيفهم عن الله مراده وما فرض عليه فينتفع بما يقرأ ويعمل بما يتلو فما أقبح لحامل القرآن أن يتلو فرائضه وأحكامه عن ظهر قلب وهو لا يفهم ما يتلو فكيف يعمل بما لا يفهم معناه؟ وما أقبح أن يسأل عن فقه ما يتلوه ولا يدريه فما مثل من هذه حالته إلا كمثل الحمار يحمل أسفارًا. [١/ ٥٤]
(٦) ذكر ابن أبي الحواري قال: «أتينا فضيل بن عياض سنة خمس وثمانين ومائة ونحن جماعة فوقفنا على الباب فلم يأذن لنا بالدخول فقال بعض القوم: إن كان خارجًا لشيء فسيخرج لتلاوة القرآن فأمرنا قارئًا فقرأ فاطلع علينا من كوة فقلنا: السلام عليك ورحمة الله؛ فقال: وعليكم السلام؛ فقلنا: كيف أنت يا أبا علي وكيف حالك فقال: أنا من الله في عافية ومنكم في أذى وإن ما أنتم فيه حدث في الإسلام فإنا لله وإنا إليه راجعون! ما هكذا كنا نطلب العلم، ولكنا كنا نأتي المشيخة فلا نرى أنفسنا أهلًا للجلوس معهم فنجلس دونهم ونسترق السمع فإذا مر الحديث سألناهم إعادته وقيدناه