للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

منازل جهينة، ويمكن القول بأن جهينة كانت يوما ما تحتل البلاد الواقعة من قرب رابغ جنوبا من ودان فما دونها، يليل، فبد، فالصفراء إلى وادي القرى شمالا، من ذي المروة فما حولها.

أما من الناحية الشرقية فإن بلادها تشمل جبل الفرع الواقع شرقي المدينة وآرة، وجبل قدس والأودية التي بقربه، ولقف ومن إضم وذي خشب شمالها، وتمتد حتى ساحل البحر.

يضاف إلى جهينة: وصلة قبيلة جهينة بجاراتها من القبائل في العصر الجاهلي الذي كانت تسوده الأعراف القبلية من الأمور التي يكتنفها الغموض لضالة ما تمدنا به المصادر القديمة من أنباء ذلك الزمن.

ولكن يمكن القول: إنها كانت عند ظهور الإسلام، قد سيطرت على رقعة واسعة من الأرض تمتد من البحر الأحمر (بحر القلزم) غربا إلى ما يقع شرقي المدينة وما بقربها من البلاد إلى نواحي خيبر وأطراف الحرار التي تتكون منها أطراف الحجاز الشرقية.

ويظهر أن قبيلة جهينة بعد أن كثرت فروعها، انساحت إلى تلك الجهات الشرقية فاختلطت بسكانها من القبائل، ولكنها لم تستطع أن تسيطر عليها، فحالفت السكان واختلطت بهم.

ومن القبائل التي كانت تجاور جهينة في العصر الجاهلي، الأوس والخزرج، ويجمعها بجهينة أصل قحطاني واحد، ولكن جهينة بقيت في بلادها التي هاجرت إليها متمسكة بمظاهر الحياة البدوية، بينما تحضرت القبيلتان الأخريان، ففقدتا بذلك كثيرا من مظاهر القوة وأصبحتا بحاجة إلى مؤازرة غيرهما من القبائل، حتى جاء الإسلام فنالتا به عزا بمسارعتهما إليه.

وكانت المدينة ميدانا لصراع عنيف بين القبيلتين، مما دفعهما إلى الاستعانة بالقبائل المجاورة لهما، وهذا ما دفع الخزرج إلى محالفة جهينة.

<<  <  ج: ص:  >  >>