(ص) ولما توفي النبي (ص) كان لأبي بكر ثم لعمر كاتبا أمينا يستشار في مهام الأمور، ثم بويع بالخلافة في ذي الحجة سنة ٢٣ هـ، ولم تنقطع الغزوات في عهده فقد غزيت أذربيجان وخراسان وإرمينية وإفريقية وعمورية والقسطنطينية وقبرص..
وفي عهده ظهرت العصبية الأموية بأجلى مظاهرها، فقد انحاز الخليفة الثالث الى أقاربه وعشيرته، فأعطاهم العطيات الوافرة، واعتمد على جماعة من بني أمية، فولاها الولايات الكبرى، وأثرت في سياسة الدولة، وقادها أمثال معاوية بن أبي سفيان ومروان بن الحكم وعمر بن العاص وعبد الله بن سعد بن أبي سرح، وكان ذلك من الأسباب التي دعت الى مقتله سنة ٣٥ هـ، وأعانت بنو أمية عائشة وطلحة والزبير في مطالبتهم بدم عثمان، ولما بويع علي بن أبي طالب تخلفت بنو أمية عن بيعته.
ومن أبرزها معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أمية، فقد كان عاقلا في دنياه، عالما، حليما، ملكا قويا، جيد السياسة، حسن التدبير، فصيحا بليغا، يحلم في موضع الحلم، ويشتد في موضع الشدة إلا أن الحلم كان أغلب عليه، وكان كريما باذلا للمال، محبا للرئاسة، وبهذه الصفات العظيمة استطاع أن يؤسس الدولة الأموية، وأن يبايعه بالخلافة أهل الشام، ثم جميع الأمة الاسلامية ما عدا الخوارج، وذلك سنة ٤١ هـ.
ولما مات معاوية الثاني اختلفت بنو أمية فيمن يولونه فمال ناس الى خالد بن يزيد بن معاوية ومال ناس إلى مروان ابن الحكم فتمت البيعة لمروان فقاد الجنود وفتح مصر وبايعه أهلها ثم عاد إلى دمشق فأقام بها أياما ولم تطل مدة مروان في في سلطانه فانه توفي سنة ٦٥ هـ.
ومن أبرزها عبد الملك بن مروان، فقد صفا له الشام، وغزا العراق، وحارب مصعب بن الزبير حتى قتل، واستولى على العراق وخراسان، وبذلك لم يبق خارجا عن سلطانه، إلا الحجاز، فوجه جندا يقوده الحجاج بن يوسف الثقفي لقتال عبد الله بن الزبير، فاستولى على الحجاز وقتل عبد الله بن الزبير، وصفا الأمر لعبد الملك في جميع الأمصار الاسلامية وأجمعت عليه الكلمة.
ومن أبرزها الوليد بن عبد الملك، فكان ميالا للإصلاح والعمارة، فقام بإصلاح داخلي عظيم، وسير قوادا عظاما