قلتُ: مُتّ هذا يكنى أبا عبد الله، أحدُ القراء، له ترجمة في تاريخ نَيْسابور (١).
٢١٤٧ - وقال أبو المُثَنَّى معاذ بن المُثَنَّى بن معاذ بن معاذ العَنْبَري: ثنا سليمان بن حرب، ثنا جرير بن حازم، عن سليمان الأَعْمَش، عن أبي وائل: سمعتُ شُرَيْحًا يقرأ: ﴿بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (١٢)﴾، فقلتُ له: إني سمعتُ عبد الله يقرأ ﴿بَلْ عَجِبْتُ وَيَسْخَرُونَ (١٢)﴾، قال: فلم يرجع شُرَيْحٌ عن قراءته.
وقال تعالى: ﴿فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ﴾ [البقرة: ١٧٥].
وقال تعالى: ﴿وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ﴾ [الرعد: ٥].
ولا يلزمُه شيءٌ مما يلزمُ تَعَجُّبَ المخلوقين؛ لأنّ الله ليس كمثله شيء، لا في ذاته، ولا في صفاته، سبحانه وتعالى عما يقولُ المُشبّهةُ والمُعطّلةُ علوًّا كبيرًا.
فلا يجمعُ بين صفاته وصفات خَلْقه إلّا مجرّدُ التسمية، فنحن لنا علمٌ وقدرةٌ وسمعٌ وبصرٌ ورضًى وغضبٌ وتعجّبٌ حقيقةً، وهي أعراضٌ كما تناسبُ ذواتَنا، والله ﷿ له علمٌ وقدرةٌ وسمعٌ وبصرٌ ورضًى وغضبٌ وتعجّبٌ حقيقةً غيرَ أعراض كما تناسبُ ذاتَه، لكنا لا نعلمُ حقيقتَها وكيفيتَها وماهيّتَها؛ لأنا إذا كنا لا نعلمُ حقيقةَ الموصوف وكيفيتَه وكُنْهَه، فكيف نعلمُ صفاتِه، فإذا كان إثباتُ ذاته إثباتَ وجودٍ حقيقةً لا إثباتَ كيفيّةٍ ومائيّةٍ، فكذلك إثباتُ جميعِ ما وَصف به نفسَه إثباتُ وجودٍ حقيقةً لا إثباتُ كيفيّةٍ وتحديدِ.
وقد ورد في السنة غيرُ حديثٍ أنّ الله يعجب.
(١) لم أجده في منتخب الصريفيني لسياق الفارسي. وقد ذكره ابن الجزري في الغاية (٢/ ١٦٨/ رقم: ٣١٢٤).