للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بيمينه من حيالها وشماله من حيالها -، فينظر صاحبُ الرميّة في نصل سهمه فلا يرى شيئًا، ثم ينظر في الرصاف فلا يرى شيئًا، ثم ينظر في النصل فلا يرى شيئًا، ثم ينظر في الريش فلا شيئًا، ثم ينظر في الفوق فيتمارى هل يرى شيئًا أم لا، فيتركون الإسلامَ هكذا وراء ظهورهم - وأشار بكفّيه إلى منكبيه، قالها مرّتين أو ثلاثًا -

قال أبو سعيد: فخاضت بي ناقتي والنبي يضرب بكفّه على فخذيه ويقول: "فلو أنّي أدركتُهم، فلو أنّي أدركتُهم

ثم رجعتُ وقد سكت عن ذكرهم، فقلتُ لأصحابي: ما فاتني من حديث نبي الله عن هؤلاء القوم من بعدي؟ قالوا: قام رجلٌ الآن بعدك فقال: يا نبي الله! هل فيهم علامةٌ؟ قال:

"نعم، فيهم ذو ثديّة - أو: يديّة -، يحلقون رؤوسهم، يخرجون من قِبَل المشرق"،

قال أبو سعيد: فحدّثني عشرة ممّن أرتضي بهم من أصحاب رسول الله ، كانوا مع عليّ يومَ قاتلهم، فقال عليّ: إنّي لم أكذب ولم أكذب، فالتمِسوه، فجيء به يُحمل على فرس، فحمد اللهَ وأثنى عليه، وعرف العلامةَ، فقلتُ: يا أبا سعيد أرأيتَ لو خرجوا أكنتَ تقاتلُهم؟ فرفع يديه وهي تهتزّ من الكبر فقال: والله الذي لا إله إلّا هو لهم أحبُّ إليَّ جهادًا من عدّتهم من الترك (١).

رواه أحمد (٢)، عن وكيع عن عكرمة بن عمّار.


(١) أخرجه المصنف من طريقَيْ: عبد الملك بن بشران، والحرفي وهو في أماليه (رقم: ٩٢).
(٢) المسند (١٧/ ٣٨٦/ رقم: ١١٢٨٥).