للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣٧٧٦ - والزهري، عن أبي سلمة وسعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة، وفيه قصّة اليهودي (١).

فهذا في موقف يوم القيامة، ولو كان هذا الصَّعْق موتًا، لكانت موتةً أخرى (٢)، وقد أخبر سبحانه أنّ أهلَ الجنّة ﴿لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى﴾ [الدخان: ٥٦].

٣٧٧٧ - قال أبو عبد الله القرطبي (٣): "ظاهر هذا الحديث أنّ هذه صعقةُ غَشْي تكون يومَ القيامة، لا صعقة الموت الحادثة عن نفخ الصور".

فأمّا ما روي: "إنّ الناس يصعَقون يومَ القيامة، فأكون أولَ من تنشقّ عنه الأرضُ، فأجد موسى باطشًا بقائمة العرش"، وقد تقدّم، ولعلّه دخل على بعض الرواة حديثٌ في حديثٍ، والحديثان هكذا:

صورة أحدهما:

"إنّ الناس يُصعَقون يومَ القيامة، فأكون أولَ من يفيق"، الحديث.

والثاني هكذا صورته - كما في الترمذي (٤) وغيره من حديث أبي سعيد الخدري عن النبي :

"أنا سيّد ولد آدم يومَ القيامة ولا فخر، وبيدي لواءُ الحمد ولا فخر، وما من نبيٍّ يومئذٍ آدم فمن سواه إلّا تحت لوائي، وأنا أولُ من تنشقُّ عنه الأرضُ ولا فخر".

قال الترمذي: "حسن صحيح".


(١) هو في البخاري (رقم: ٣٤٠٨، ٧٤٧٢)، ومسلم (رقم: ٢٣٧٣) (١٦١).
(٢) هذه الجملة مقتبسة من كلام لابن القيم في الروح (ص ١٠٠ - عالم الفوائد).
(٣) التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة (ص ٤٥٧).
(٤) جامع الترمذي (رقم: ٣٦١٥).