للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣٩١٥ - وبهذا الإسناد، ثنا عبد الله بن عُمَر، ثنا أبو أسامة، عن داود بن يزيد الأودي، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي :

﴿عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا﴾ [الإسراء: ٧٩] قال: "هو المقام الذي أُشَفَّعُ فيه لأمّتي" (١).

٣٩١٦ - ذكر أبو بكر بن العربي في كتاب سراج المريدين في أسماء الشفاعة (٢): (الخافضة الرافعة، فأوّلها: رفع المتّقين على الركاب وفدًا، رفع النبي : ما روي أنّه يرفعُه ويُقعِدُه على عرشه، يُرفع محمد بالشفاعة في أول الخلق، رفع العادلين، يُرفع القرّاء إلى حيث انتهت قراءتُهم، رفع الأبرار إلى علِّيِّين، يُرفع الشهداء في أعلى منازل الجنّة، حديث جابر: "يُحشر يومَ القيامة على كَوْمٍ فوق الناس"، وهذا الحديثُ فيه تخليطٌ في كتاب مسلم، لم يتقنْه راوٍ، ومعناه أنّ جميع الخلق على بسيطٍ من الأرض؛ إلّا محمّدًا وأمّتَه، فإنّهم يُرفع جميعُهم على شبه الكَوْم، ويُخفض الناسُ عنهم؛ وفي رواية: "أكون أنا وأمّتي يومَ القيامة على تلّ، فيكسوني ربّي حلّةً خضراء، ثم يُؤذن لي، فذلك المقامُ المحمود") (٣).

قلت: حديثُ جابر رواه ابن جريج عن أبي الزبير عنه (٤)، وهو متقِن، وفيه الردُّ على الجهميّة الذين يُوافقُهم ابنُ العربي المذكور على بعض تأويلاتهم (٥).


(١) وأخرجه الإمام أحمد (١٥/ ٤٢٧ - ٤٢٨/ رقم: ٩٦٨٤)، عن محمد بن عبيد عن داود الأودي.
(٢) سراج المريدين (١/ ٣٦٠ - ٣٦٢).
(٣) إلى هنا كلام ابن العربي.
(٤) صحيح مسلم (رقم: ١٩١) (٣١٦).
(٥) ينظر: مجموع فتاوى ابن تيمية (٤/ ٣٧٤).