للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مجاهد، قال: قلت لابن عبّاس: أين الجنّة؟ قال: "فوق سبع سموات"، قلت: فأين النار؟ قال: "تحت سبع أبحر مُطْبَقة". رواه أبو نعيم الأصبهاني (١).

٣٥٨ - وعندنا في جزء أبي عاصم (٢): عن عبد الله بن أبي أُمَيَّة، حدثني رجل، عن صفوان بن يعلى، عن يعلى، قال رسول الله: "البحر هو جهنّم".

٣٥٩ - قال أبو الحسن محمد بن يوسف العامري (٣) - وهو من الفلاسفة الإسلاميين - في كتابه الفصول البرهانية للمباحث النفسانية "وليس يُشكّ أن هذا العقل الفعّال هو الهداية السارية، وهو - أعني هذا العقل - مباينٌ للأجسام، أن كان ساريًا فيها مستعليًا على جميعها، ولا يجوز أن يكون أوّليَّ الوجود، لأنّه في الحقيقة إشراقٌ من الفلك الأعلى، وقد دلّت الدلائل البرهانية على حدوث الفلك الأعلى، وأنّه لم يبق إلا أن يكون وجودُه بحسب الإبداع الإلهي نحو العرش والكرسي، ولا سيما إذ قال الحكماء: إنّ العرش هو حَرَم الفلك المستقيم، وإنّه ليس فوقه حرمٌ آخر، وإنّ العقل الفعّال قوّةٌ ساطعة من حَرَمه نحو سطوع الشعاع من القرص، ولهذا ما وجدت الأجرام الأخر طائعة له، فأما الكرسي، فهو حرَم الفلك المائل، ومنه يسطع على الأجرام طبيعةُ الكل". قلت: إنما أحكي هذا وأمثال هذا، كما أحكي النقول التي فيها الصحيح والسقيم؛ لمعرفة المذاهب والآراء.


(١) في صفة الجنة (١/ ١٥٦/ رقم: ١٣٥).
(٢) وعنه أحمد في المسند (٢٩/ ٤٧٨/ رقم: ١٧٩٦٠). ومن طريقه الحاكم في المستدرك (٤/ ٥٩٦)، وصححه.
(٣) النيسابوري، من أهل خراسان، توفي سنة ٣٨١ هـ. الأعلام (٧/ ١٤٨ - ١٤٩).