للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

﴿دَحَاهَا﴾، فابتدأ الخلق للأرض على ما في الآي الأول في يومين، ثم خلق السموات - وكانت دخانًا - في يومين، ثم دحا بعد ذلك الأرض أي بسطها ومدّها وكانت ربوة مجتمعة، وأرساها بالجبال، وأنبت فيها النبات في يومين، فتلك ستة أيام سواءً للسائلين، وهو معنى قول ابن عباس، وقال مجاهد: ﴿بَعْدَ ذَلِكَ﴾ في هذا الموضع بمعنى: مع ذلك، ومع وبعد في كلام العرب سواء".

٣٦٩ - في رسائل إخوان الصفا (١): ذكر أصحاب المِجَسْطي أنّ حركات الأفلاك والكواكب أسرع من الدوّامة التي هي أسرع حركة تُشاهَد، وبينوها ببراهين هندسية ضرورية، فمن ذلك ما قالوا في حركة الشمس: إنها تتحرك في مقدار ما يخطو الإنسان خطوة من خطواته ثمان مائة فرسخ.

٣٧٠ - وذكر الفخر الرازي القولَ بأنّ الأفلاكَ سبعةٌ فقط في تفسير سورة البقرة (٢)، وقد فسّرها مفردةً أيضًا على الوجه العقلي لا النقلي. وحكاها ابنُ سينا في الشفاء في تفسيره عند قوله في البقرة: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ [البقرة: ١٦٤].

٣٧١ - وحكى أبو حيّان التوحيدي في كتاب الزلفة: أنّ أفلاطون قال: إن الباري أخذ خيطًا، فقطعه نصفين، وقطع النصفين سبع قطع، ثمّ ألّف بينهما، وقال: قال أبو زيد - هو البلخي -: هذا الكلام واقعٌ في زَبور أفلاطون، أراد بالخيط المقطوع نصفين جنسَ الخطوط المحيطة بكرات الكواكب، وأراد بالنصف المقطوع سبع قطع الدوائر المحيطة بكرات الكواكب السبعة السيارة التي تدور في أفلاكها خاصّة بحركات متفنِّنَة في الطول والعرض والسمك، وأنبأ بذلك أنّ ابتداءَ خلق العالم كان على هذه


(١) رسائل إخوان الصفا (٢/ ٣٤٦).
(٢) في مفاتيح الغيب (٢/ ١٤٤).