للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الجهة، وجعل التمثيل بالخيط لمكان دقّته، فإنّ الخيط إذا دُقّ كان أشبه شيء بخطوط الدوائر المحيطة بها من الأشياء الحسية، وذكر أنّ ابتداء الخِلْقَة كان بأخذ ذلك الخيط وتصييره نصفين وعطف النصف الآخر حتى صار قطعًا سبعًا.

٣٧٢ - وفي كتاب السماء والعلم لأبي بِسْطام إبراهيم بن سيّار (١): فقال أصحاب الأثر: السموات عشرة والأرضون ثمانية، وحكى عن قوم آخرين من أهل الهيولى: وليس يثبتوا سموات، ولكنهم يثبتوا هذه السماء التي أبصروا، وعن آخرين: السموات سبع على قدر عدد الأفلاك، وقال بعضهم: لسبع أحكمها فلك الجوّ زهر، والآخر الفلك المستضمر.

٣٧٣ - وذكر ابنُ بَرَّجان (٢) حديثَ الحسن عن أبي هريرة الذي فيه: "لو دَلَّيْتُم بحبلٍ لهبط على الله"، ثم قال: "فهذه السبع السموات الأرقعة، بين كل سمائين سموات وأفلاك، أو ما يقوم مقامَ الأفلاك في تنزيل الأمر الذي عبّر عنه قولُ الحقّ جلّ ذكره ﴿وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا﴾ [فصلت: ١٢] ". ذكره في تفسيره (٣)، في البقرة عند قوله ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ [١٦٤].

٣٧٤ - قال صالح بن أحمد بن حنبل في كتاب مسائله عن أبيه (٤): "وحدثني أبي، ثنا عبد الله بن عَمرو، ثنا عبد الجليل، عن شهر قال: بينا الناس عند عبد الله بن عَمْرو يستفتونه، فقال كعب: هلك أخي، هكذا تكون


(١) هو المشهور بالنظام، من شيوخ المعتزلة، له ترجمة في السير (١٠/ ٥٤١ - ٥٤٢).
(٢) هو: أبو الحكم عبد السلام بن عبد الرحمن بن محمد اللخمي الإشبيلي، من علماء الصوفية، توفي سنة (٥٣٦ هـ). الأعلام (٤/ ٦).
(٣) الإرشاد في تفسير القرآن (ق ٧٧/ ب - نسخة رئيس الكتاب).
(٤) مسائل الإمام أحمد - برواية ابنه أبي الفضل صالح - (٢/ ٦١ - ٦٤).