الفتن، اذهب إليه فقل له لا يكذبنّ على الله، فإنْ غضب فدعْه، وإن لم يغضبْ فسَلْه، فأتاه فقال: يقول لك كعب لا تكذبنّ على الله، فقال: نصح لي أخي، إنّه من كذب على الله سوّد اللهُ وجهَه يوم القيامة، قال: فإني أسألك عن الشمس والقمر. في السموات السبع هما، أم في سماء الدنيا، أم في الهواء، أم دون ذلك؟ قال: بل هما في السموات السبع، وجوهُهما إلى العرش وأقفيتُهما إلى الأرض، قال الله ﷿: ﴿وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا﴾ [نوح: ١٦]، قال: فإنّه يسألك عن الرعد ما هو؟ قال: ملَك يزجر السحاب بالتسبيح كما يزجر الحادي الحثيثُ الإبلَ إذا شذت سحابة ضمّها، لو يفضي إلى أهل الأرض صعق مَنْ يُبْصِره، قال: فإنه يسألك عن البرق ما هو؟ قال: هو من كذا وكذا من البرد - قال عبد الملك: أحسبه من اصطفاق البرد في السماء، قال الله ﷿: ﴿مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ﴾ [النُّور]، قال: فإنّه يسألك أين تلتقي أرواحُ أهل الجنّة وأرواحُ أهل النار؟ قال: أما أرواحُ أهل الجنّة فتلتقي بالجابيّة، وأما أرواحُ أهل النار فبحضرموت، قال: فإنه يسألك عن الحشر ما هو؟ قال: نارٌ تزوي الناس تظهر من قبل المشرق".