للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣٧٦ - ذكر أبو الفرج بن الجوزي في بعض كتبه في الوعظ ما ذكره أبو الحسين ابن المُنادي أحمد بن جعفر في كتاب الملاحم والفتن (١) قال: حدثني هارون ابن علي بن الحَكَم، ثنا أحمد بن عبد العزيز بن مِرْداس الباهلي، ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد (٢) القرشي، ثنا محمد بن موسى الشَّيْباني، ثنا مَسْلَمَة بن الصَّلْت، ثنا أبو علي حازم بن المُنْذِر العنزي، ثنا عمر بن صُبَيْح، عن مقاتل بن حيّان، عن عِكْرِمَة، عن ابن عباس. قال أبو علي: وحدثنا الحارث بن مُصعب، عن مقاتل، عن شهر بن حَوْشَب، عن حذيفة بن اليمان. قال أبو علي: وحدثنا الأَعْمَش، عن سليمان بن موسى، عن القاسم بن مُخَيْمِرَة، عن علي بن أبي طالب وحُذَيْفَة وأبن عبّاس، أنّهم كانوا جلوسًا ذات يوم، فجاء رجلٌ فقال: إني سمعت العجب، فقال حذيفة: وما ذلك؟ قال: سمعت رجالًا يتحدّثون في الشمس والقمر، فقال: وما كانوا يتحدّثون؟ فقال: زعموا أن الشمس والقمر يجاء بهما يوم القيامة كأنهما ثوران عقيران، فيُقذفان في جهنّم، فقال علي وابن عباس وحذيفة: كذبوا، الله أجلّ وأكرم من أن يعذِّب على طاعته، ألم تر إلى قول الله ﴿وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ﴾ [إبراهيم: ٣٣] أي: في طاعة الله، فقال حذيفة: بينما نحن عند رسول الله إذ سئل عن ذلك فقال: "إنّ الله لما أبرم خلقه أحكامًا فلم يبق من خلقه غيرُ آدم، خلق شمسين من نور عرشه، فأما الذي كان في سابق علمه أن يطمسها ويحوّلها قمرًا فإنّه خلقها دون الشمس في الضوء، ولو تركهما شمسين كما خلقهما في بدء الأمر لم يُعرف الليل من النهار ولا النهار من الليل"، إلى أن قال: "فأرسل جبريل، فأَمَرَّ جناحَه علو وجه القمر ثلاث مرات وهو يومئذ شمس، فمحى


(١) ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (١/ رقم: ٢٩٠).
(٢) كتب المصنف في الحاشية بحذاء هذه الكلمة: (لعله: ابن عبيد)، يريد : ابن أبي الدنيا.