للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عنه الضوء وبقي النور، فذلك قوله ﴿وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً﴾ [الإسراء: ١٢]، فالسواد الذي ترونه في القمر شبه الخطوط إنما هو أثر ذلك المحو، - قال: - وخلق الله الشمس عجلة من ضوء نور العرش لها ثلاثمائة وستون ملكًا، وخلق القمر مثل ذلك، وكل بالشمس وعجلها ثلاثمائة وستين ملكًا من ملائكة أهل السماء الدنيا، قد تعلّق كل ملك منهم بعُرْوَة من تلك العرى، وللقمر مثل ذلك، وخلق الله لهما مشارق ومغارب في قطري الأرض، وكتفَي السماء ثمانين ومائة عين في المشرق، وثمانين ومائة عين في المغرب، فكل يوم لها مطلع جديد ومغرب جديد، فأطول ما يكون من النهار في الصيف إلى آخرها مطلعًا وآخرها مغربًا، وأقصر ما يكون من النهار في الشتاء، وذلك قول الله: ﴿رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ﴾ [الرحمن: ١٧] وجمع عدتها بعد فقال: ﴿بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ﴾ [المعَارج: ٤٠] قال: وخلق الله بحرًا بينه وبين السماء مقدار ثلاث فراسخ، وهو قائم بأمر الله في الهواء لا تقطر منه قطرة، والبحار كلها ساكنة، وذلك البحر جار في سرعة السهم، فتجري الشمس والقمر والنجوم الخمس في البحر، فإذا طلعت الشمس فإنها تطلع وبعض تلك العيون على عجلتها، ومعها ثلاثمائة وستين ملكًا يجرونها، والبحر والقمر كذلك فإذا أراد الله أن يري العباد آيةً خرّب الشمس عن عجلتها فتقع في غير ذلك البحر، إلى أن قال: فإذا غربت ارتفعت في سرعة طيران الملائكة إلى السماء السابعة، فتسجد تحت العرش بمقدار الليل، ثم تؤمر بالطلوع من المشرق، فتطلع من العين التي وقّت الله لها، وقد وكّل الله بالليل ملكًا، وخلق الله حجبًا من ظلمة، فإذا غربت الشمس أقبل ذلك الملك فقبض قبضة من ظلم ذلك الحجاب، ثم استقبل المغرب، فلا يزال يراعي الشفق ويرسل تلك الظلمة من خلال أصابعه قليلًا قليلًا، حتى إذا غاب الشفق أرسل تلك الظلمة كلها، ثم نشر جناحيه، فيبلغان قطري الأرض وكتفي السماء، ثم يسوق