للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مشرقها إلى مغربها، ثم بمصعدها في أعلى مسالكها في ذلك، ومنازلها إلى أدنى ذلك في المشارق والمغارب، فربما فارقوا أو ظُنَّ بهم ذلك، وإن كان هذا غيرَ مُدرَكٍ لبشر من غير توقيفِ نبوّة ولا إعلامٍ بوحي من عند الله، وإن كان المعنيّ بذلك قرص الشمس فالمشاهدةُ تُبطل ذلك، وإنّما أوقعهم في هذا التهافت ما رأوْه من أمر الله المجعول فيها وبها. وذكر بقيّةَ كلامه في تفسير سورة الأنعام، إلى أن قال: والقائلون بما تقدّم ذكرُه من عِظَم أجرام الكواكب هم القائلون حقًّا أنّهما لا يطلعان على جميع الأرض.

٣٩٨ - قال صاحب زاد المسافر في الطب (١): والعين ليس فيها نور، وإنما نورها والضوء فيها إنما هو مُكتَسَب من الأنوار المشرقة التي هي الشمس والقمر والكواكب.

٣٩٩ - قال شيخُنا الإمام أبو العبّاس (٢): "وليس مع أحد دليلٌ على أنّ الأرض إلى المركز جنسٌ واحدٌ متماثل، حتى يمتنع أن يكون سبع أرضين، يعني قول الله ﴿وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ﴾ [الطلاق: ١٢]، بل علمُ الهيئة بعضُه يقوم عليه دليل، كاستدراة الأفلاك، وبعضُه لا يقوم عليه دليلٌ، مثل كون الثامن أو التاسع هو المحيط، وكون الشمس في الرابعة".

٤٠٠ - قال خُشَيْش بن أَصْرَم: حدثنا الفِرْيابي، ثنا إسرائيل، عن أبي يحيى قال: قلت لمجاهد: أين الجنّة؟ قال: في أعلى العِلِّيِّين، قلت: فأين النار؟ قال: في أسفل السافلين.

٤٠١ - وقال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا محمد بن سُلَيْم قال:


(١) هو الطبيب أبو جعفر أحمد بن إبراهيم القيرواني، المعروف بابن الجزار، توفي سنة ٣٦٩ هـ. السير (١٥/ ٥٦١)، الأعلام (١/ ٨٥).
(٢) لم أقف على توثيق هذا النقل في كتب شيخ الإسلام.