للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٤٤٢ - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المزّي، أبنا ابن البخاري، أبنا الكِنْدي، أبنا أبو القاسم بن يوسف، أبنا أبو الحسين بن المهتدي بالله، أبنا محمد بن بكران، ثنا محمد بن مَخْلَد، حدثني إبراهيم - هو: ابن هانئ النيسابوري -، ثنا عفّان، ثنا وُهَيْب، ثنا سُهَيْل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي قال: "الأرواح جنود مجنّدة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف" (١). رواه مسلم (٢)، لعبد العزيز الدَّراوَرْدي عن سُهَيْل.

٤٤٣ - قال أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن مسرّة القرطبي في رسالته إلى موسى بن جُدَيْر الحاجب: النفس من الروح، وليس الروح من النفس، الروح كالأصل، والنفس كالفرع، فأما في تعارف الكلام وتصاريفه في القرآن والآثار على اتساع المعاني، فقد يقع كل واحد منهما مكانَ صاحبه، وإنما لَفَظَ القرآن بالنفس إذا تحيا أرواح البشر، ولا يذكر الروح إلّا بمعنى الأصل الأعلى الذي منه فصلت الأرواح المطلقة في الدنيا، فأما فصلُ ما بينهما في خلق ابن آدم، فإنّ الروح هي التي لها العقل والسمع والبصر وسائر الحواس الخمس، وقوله (الروح) يقع عليها وعلى النفس معها، ثم خاصة منفردة هي التي تخدم البدن في التنفّس والحركات الباطنة، كحركة المعدة والكبد والمثانة والأعضاء العاملة في جسم الحيوان، فالنفس هي التي تبقى للنائم عند نومه، تعمل في الرئتين بالنفس وفي سائر أعضاء البدن المسخّرة لصلاح الجسم، والروح هي التي تنقبض عند النوم وتستيقظ فتعقل


(١) أخرجه أبو الحسين بن المهتدي بالله في مشيخته - الجزء الأول - (ق ١٨١/ ب - مجموع ٧٣)، والرواية من طريقه.
(٢) في كتاب البر والصلة (رقم: ٢٦٣٨).